الأجواء العائلية هي الأفضل
اهلا متابعيني، معظمكم على علمِ بأن أخي الأكبر والمفضل يدرس بالخارج و مرّت على اخر زيارة له سنتان! و في العطلة الصيفية فاجئنا بمجيئه قبل انطلاقنا والذهاب لرحلتنا العائلية التقليدية! فأصبحت فرحتنا مضاعفة بوجوده معنا، فأضاف البهجة والسرور لجميع أفراد العائلة وخصوصًا والدتي؛ لكونه هو الأخ والأب وكل عائلتنا بعد وفاة أبي _رحمة الله عليه_ فحضور أخي لا بد أن ينتشلنا من أي حزن كان.
و كما ذكرتُ مسبقًا، أن لدينا تقليد عائلي وهو ذهابنا جميعًا لبيت جدي بمسقط رأسنا و البقاء هناك لمدة تكفينا لتصفية أذهننا.
- أول يوم
ومنذ اليوم التاسع عشر من يوليو بدأنا رحلتنا السعيدة، فور وصولنا لمنزل جدي قمت بتقبيل جدتي الحبيبة على رأسها كما تَحب هي وكما أفضل أنا، فقد فاق اشتياقي لها ما يمكن البوح بِه، وذلك بسبب طول المسافة بين بيتنا بالعاصمة ومنزل جدي بيفرن (الجبل الغربي) فأصبحت أتمنى عدم إنتهاء هذه الأيام وكأنها عيد.
وبعد أن تجمعنا نحن وجميع خالاتي قمنا بتقسيم المهام، فاتفقتُ أنا و أخواتي على أن نقُم بتجهيز الإفطار، و فضلنا وضعه بالحديقة بسبب اعتدال الطقس ذلك اليوم وكانت صدفة جميلة لخلق ذكرى رائعة لذاك اليوم، ومن ثم أمي و خالاتي قمنَ بتجهيز أغراض توضيب وتنظيف المنزل، وبالإضافة لكوننا عائلة تدعم مبدأ المساواة والعدل فأجبرنا شباب العائلة وهم أخي وأبناء خالاتي على تنظيف حوض السباحة. وبهذا الشكل أصبح الجميع مشغولين بمهامهم وأولهم أنا فوُكِلتُ بمهمة تنسيق سفرة الإفطار لكوني أهتم بأدقَِ التفاصيل وأحب أن يكون كل شيء على أكملِ وجه، و ها هي عينة من إفطار اليوم الأول:
وبعد أن إنتهينا من الإفطار وقمنا بترتيبه، قمت بالإشراف على عملية تنظيف حوض السباحة وإلقاء مزحات عليهم لأن تلك كانت أول مرة يمسكون فيها أدوات تنظيفٍ ويقومون بشيء مفيد! وبعد إنتهائهم إلتقطتُ بعض الصور للمسبح من عدة زوايا وهذه إحداهنّ:
كما ترون، من شدة صفاء السماء في ذاك اليوم جعلها تبدو متماثلة للون حوض السباحة! |
وبعد ذلك تجمَعن الفتيات في غرفة واحدة وقمنا بالدردشة ومعرفة آخر اخبار كل واحدةٍ منا على حدى، بالطبع أنا لم أكف عن الشكوى من الدراسة وكيف أُنهِكتُ بسببها وأنني كنت بحاجة إلى رؤيتهم وتصفية ذهني قليلًا. وبالطبع لكثرة أحاديثنا نحن الفتيات مرّ وقت طويل بدون أن نشعر إلى قُبَيل آذان العشاء فقمنا بتجهيز وجبة العشاء و وضعنا مانريد أكله بالحديقة لتكملة حديثنا بالخارج، وبلا مبالغة، هذا كل ما كنت أحتاجه حقًا، رفقة طيبة، طقس جميل و صحنٌ من وجبةٍ أحبها. وسأترككم الآن مع أجواء أول ليلة هناك:
بعد أن أشبعنا جوعنا قررنا النزول للحوض ماعداي أنا ففقط جلست على الحافة فقط؛ فمنذ صغري أخاف الغرق في ذاك الحوض لكونه عميق جدّا وأيضًا لا أُتقن السباحة جيدًا.
- اليوم الثاني
العائلة من احدى النِعم التي يجب أن نحمدَ الله عليها ليلًا نهارًا، وبعضنا لن يشعر بهذه النعمة إلا عند زوالها. أما بالنسبة لي، ففي كل مرة نتجمع ونلتقي جميعًا أدعو الله بأن يدوم إرتباطنا بهم على هذا النحو وأن لا أفقد الملجأ العائلي الذي اهرب إليه في كل مرة أشعر فيها أن العالم ضدي.
في صباح ثاني يوم فور استيقاظي وجدت أنني النشيطة الوحيدة بينهم جميعًا! ضحكت فورًا بسبب أنهم يدعونني دومًا بالكسولة و من هي الكسولة الآن؟! وبعد أن ارتسمت الضحكمة على شفاهي دعوت الله أن لا أفقد شخصًا منهم ولا يصيب أحدهم مكروه.
بعد أن صلّيت الضحى خرجتُ للحديقة ووجدت أن الطقس مشابه لليوم السابق فقررت الجلوس على الطاولة بجانب المسبح إلى حين نهوضهم.
وبعد ذلك طلبت مني أن أرافقها في المشي حول الحديقة لأنها مفيدة لصحتها، وحين إنهائنا لأول جولة وجدت أن رشاشات المياه اشتغلت وبللت الأرض ونوعًا ما أعجبني المنظر فقمتُ بإلتقاط صورة له. فهو يبدو وكأنه ممرُّ خاص للأميرات، لأميرة مملكة الماء مثلًا 😂
أيّا كان، بقينا هناك لمدة أسبوع، وكان كافٍ لبعث الفرح والراحة بأنفسنا، وأيضًا لتجديد مخزون الطاقة بنا للعودة لحياتنا المملة مجددًا، إلى أن نلتقي مرةً اخرى!
Comments
Post a Comment